عائلة بالعاصمة تسكن سيارة قديمة منذ سنتين R 4 بدل F 4 في زمن المليون سكن

من طرف **ابنت الصحراء** الإثنين مارس 23, 2009 2:07 pm

[/url][/img]

مأساة حقيقية تعيشها عائلة (خ) بباش جراح، سنتان من الزواج قضتها العائلة على متن سيارة من نوع "آر 4" وعلى بعد أمتار فقط من بيت عائلة الزوج التي طردته مع زوجته وابنته وهي حامل بابنته الثانية، نظرا لأسباب ومشاكل عائلية.

الفاتورة تدفعها البنتان رشا ومريم، إذ تبلغ الأولى سنتين من العمر أما الثانية فلم يمض على حلولها بالدنيا إلا أشهرا فقط، اضطرت أمها إلى أن تزور بيت الجيران من اجل وضعها، لأن الأوضاع بشبه المنزل لم تكن تسمح بأن يوضع فيه مولود جديد.
الأم عاشت بعد وضعها أربعين يوما كاملة عند الجيران من ذوي البر والإحسان، ولم ترض أن تمكث هناك أكثر من تلك الفترة على الرغم من أنها كانت في أمس الحاجة إلى العناية والرعاية الصحية المكثفة، فعادت إلى السيارة ولم يكن يهتم بها إلا زوجها محاولا التوفيق بين الاهتمام بها من جهة والعمل لضمان لقمة عيش كريمة من جهة أخرى.
الزوجة عملت حارسة بحظيرة السيارات
وتتعرض العائلة إلى مختلف المخاطر، خاصة وأن السيارة بحظيرة للسيارات تمر عبرها مختلف المركبات التي تعبر أحياء باش جراح بالعصمة، كما تسوده العشرات من كلاب الحراسة ليلا ونهارا، وهذا ما حتم على الزوجة أن تعمل بذات الحظيرة حتى لا تترك بنتيها لشبح الفقر، كما تحكيه لنا قائلة: "أحيانا كثيرة أدخل إلى الحظيرة وأعمل كمساعدة فيها لكسب بعض المال من خلال توجيه السائقين على ركن سياراتهم"، وبعد فترة ولأن العمل لا يتلاءم وطبيعتها وكذا لأنها بالقرب من عائلة الزوج فضّلت أن تختصر طريق المشاكل والعمل كمنظفة ببعض البيوت.
جيران يقومن على إطعام العائلة وقضاء الحاجة يهدر كرامتها
السيارة المنزل مثلما عايناه تفتقر لأي شرط من شروط الحياة الكريمة، وعلى ضيق مساحتها تضم أفرشة للمبيت فقط ولا نزيد على ذلك، فأفراد العائلة لا يطبخون شيئا ولا يملكون أيا من من معداّت الطبخ، يعتمدون في غذائهم اليومي على ما تجود به أيدي المحسنين من الجيران الذين يعرفون عن قرب الظروف التي رمت بهم إلى العيش بمثل هذه السيارة.
وعن قضاء الحاجة البيولوجية فهذا أكثر ما يهدر كرامة العائلة بالتردد المستمر على بيت الجيران، ولكن لا حيلة لهم غير ذلك، طالما أن السلطات المحلية تتجاهل وضعهم.
وقصة العائلة بدأت بزواج غير مرغوب فيه من طرف عائلة الزوج، إلا أنه تمسك بعروسه ليدفع الثمن معها ويطرد من بيت أبيه شرّ طردة.
وعانت الزوجة الويلات في وجود رضيعتها الجديدة، إذ تمرّ أياما عليها لا تجد الحليب الذي تغذيها به، وليس بها حليب ترضعها منه نظرا لأنها لا تتغذى بشكل كافٍ.
وتضطر الزوجة في الفترة الحالية إلى التنقل إلى بيوت مختلفة بعيدا عن المنزل من أجل المساعدة على ضمان لقمة العيش وهي في حالة صحية متدهورة، لأن الزوج لا يملك عملا قارا بل يقوم بتصليح السيارات.
السلطات هدّمت مسكنا بنوه لأنه فوضوي
وذكر رب العائلة محمد خرشي، صاحب 24 ربيعا، بأن البلدية تجاهلت أمرهم بالرغم من الطلبات التي تقدم بها من أجل الاستفادة من سقف يأوي فيه عائلته، خاصة وأن الزوجة لا تزال في فترة نفاس، مشيرا إلى أنها قضت الأيام الأولى من نفاسها عند عائلة تقطن بالحي، حيث قامت بالتكفل بالبنتين وكذا الأم لمدة شهرين، إلا أن البلدية لم تهتم للوضع المزري الذي تمر به العائلة.
وذكر أحد سكان الحي بأن العائلة تعيش بما تجود به أيادي ذوي البر والإحسان، حيث يقدمون لها ما تحتاجه من ضروريات الحياة من حليب وحفّاظات للبنتين، مضيفا بأنها سبق وأن قامت ببناء بيت فوضوي بإعانة من بعض سكان الحي لتأوي إليه، بعد أن تجاهلتها البلدية، إلا أن هذه الأخيرة قامت بهدمه بحجة أنه بناء دون رخصة لتجد العائلة نفسها من جديد بين أحضان الشوارع، وذلك تحت مرأى السلطات التي لم تأبه لوضع الأم ولا للمرحلة العمرية التي تمر بها البنتان.
إذ لا يتعدى عمر البنت الكبرى عامين، ولا حتى في حق الأم التي لم تتعد هي الأخرى 19 ربيعا.