هل أتزوجه رغم أنه متزوج .. أريد النصيحة ؟

من طرف **بدرالدين** السبت أبريل 04, 2009 5:20 pm

هل أتزوجه رغم أنه متزوج .. أريد النصيحة ؟

<td width=1>

في البداية أود أن أشكرك سيدة عواطف على المجهود الرائع الذي تقدمينه و أتمنى لك مزيدا من النجاح والتوفيق... سيدتي أنا فتاة في بداية العشرينات مررت بتجربة زواج فاشلة وقد عانيت فيها الكثير والكثير ... أنا حالياً لا أفكر في الزواج أبداً من أي شخص كان لأنني وبصراحة فقدت الثقة في الناس جميعا لأن ما مررت به كان فوق طاقتي و احتمالي... قبل الزواج كنت أعمل موظفة في شركة خاصة ولكن عندما تزوجت تركت العمل ، وبعد انفصالي حاولت الرجوع إلى عملي والحمد لله استطعت ذلك و أنا أعمل منذ سنة ونصف تقريبا... مشكلتي بدأت عندما تعرفت على زميل لي في العمل قدم لي يد المساعدة .

و أرشدني لمسئولياتي الجديدة، وكانت علاقتنا و لا زالت جيدة بحدود العمل ، وبعد فترة من الزمن أحسست من كلامه أنه يريد الارتباط بي ، هو شخص على خلق ودين ولكنه متزوج ، و هو لا يعاني من أية مشكلات مع زوجته الأولى بل هي على العكس ، و بوصفه هو إنسان رائع بكل المقاييس ، و لكنه يريد الزواج " مرة أخرى "... بصراحة أخبرك أنني لست متشجعة لهذا الموضوع أبداً فكما أخبرتك أنني مررت بتجربة و ليس لدي استعداد أن أعيدها أبدا... أنا أطلب منك النصيحة ، إذا سألني الزواج كيف أستطيع أن أرفض و في نفس الوقت لا أريد أن يؤثر هذا الموضوع على علاقتنا في العمل فهو إنسان رائع و لكني لست مستعدة للزواج عامة فكيف بإنسان متزوج ؟؟؟!!! و أريد أن أسألك كيف أستطيع أن أسترد ثقتي بالناس التي فقدتها نتيجة الكذب والخداع الذي كنت ضحية له ؟؟؟؟ أعتذر على طول رسالتي ولكني بأمس الحاجة إلى إنسان أتحدث معه و أخذ النصيحة منه .

ن- هــ / الأردن

صديقتي أهلاً بك ، أنت في بداية العشرينات وقد تعرضت لتلك الصدمة القاسية من الطلاق المبكر ، والحمد لله أنك استطعت وبسرعة أن تفيقي من الصدمة لتعودي إلي عملك ، وهو أفضل ما فعلته حتى تتغلبي علي مرارة أحزانك ، فالندماج في العمل من شأنه أن يصقل شخصية المرء ويكسبه الخبرة في التعامل مع الصدمات ، فضلاً عن مكاسبه في توسيع مدارك الفرد وتعليمه مواجهة حقائق الحياة ، وأظنك الآن قد اجتزت صدمتك بشكل كبير ، لكن تبقي المشكلة التي تخلفها كل صدمة طلاق ، وهي الإحساس المتفاقم بفقدان الثقة في الناس ، وهو إحساس تتركه غالباً صدمة الطلاق حيث يفقد الإنسان الرغبة في الزواج مرة أخري أو الارتباط من جديد ويفقد ثقته بالناس جميعاً ، لكنها مسألة علاجها فقط هو الاندماج في الناس والاختلاط بالأصدقاء لاكتساب الثقة في النفس مرة أخري وبالتالي يصبح اكتساب الثقة بالآخرين خطوة سهلة جداً .

ولأنك صديقتي لست أول الناس ولن تكوني آخرهم ، أري ألا تفكري في المشكلة كثيراً ولا تفكري في الفشل بل فكري في التجربة بشكل آخر لأنه من المؤكد أن التجربة مهما كانت قاسية فقد استفدت منها بشكل أو بآخر علي الأقل تعلمت منها كيف تتفادين أخطائك ، أو كيف تتعاملين مع اخطاء الغير ، أو تكوني قد تعلمت منها مثلاً كيف يجب أن يعامل الزوج وما الذي يغضبه أو يرضيه ، أو كيف ينجح الزواج ولماذا يفشل ؟ حاولي أن تكون طريقة تفكيرك هكذا ، أن تنسي تجربة الفشل بكل سلبياتها وتتذكرين فقط ما تعلمته أو ما يمكن أن تتعلميه منها ، وفي كل الأحوال أنت لن تعيشين حياتك رهن تجربة فشلت وانتهت خاصة وأنك لازلت صغيرة جداً ، والحياة لا زال بها الكثير الذي يستحق أن تغيري وجهة نظرك من أجله .
وربما قد يكون أحد الأسباب التي عجلت بطلاقك أنك لم تدركين طبيعة الزواج أو لم تتحمسي للحياة الزوجية واستشعار مسئولياتها ،وبذل الجهد في سبيل الإبثاء عليها وإنجاحها ، ربما لصغر سنك وقلة خبراتك الحياتية ، لذلك فحين تختارين زوجاً في المرة القادمة يجب أن يكون اختيارك علي أسس صحيحة بنسبة كبيرة جداً ، فحتى لو تأجل قرارك الآن وهو أمر صائب ، لأن التأجيل في صالحك الآن لتشفي تماماً من آثار التجربة الأولي ولتقومي بعمل ما يشبه تنظيف للإناء الممتلئ بالطاقة السلبية ، فبعد تنظيفه وإخلائه تماماً وأقصد بذلك أن تتخلصي تماماً من كل أثر للتجربة الأولي في حياتك يصبح الإناء جاهزاً لاستقبال الوافد الجديد ، وهي مسألة تحتاج وقتاً كبيراً لتتأكدي من انتهاء آثار التجربة الأولي تماماً .
إذن فأنت الآن لا تفكرين بالزواج لبقاء أثر التجربة الأولي وعدم تخلصك التام منها ، ولذلك فانت لست علي استعدادا للزواج بهذا الرجل لظروف خاصة بك أنت وليس لكونه متزوجاً ، وسعيد مع امراته ولا يري بأس من زيادة الخير إلي خيرين كما يقول المثل ، أو ربما هو ينوي مكافأتها علي روعتها بأن يتزوج عليها ، أنا أعرف أن الرجال يتزوجون مرة ثانية حين تضيق بهم حياتهم الأولي ويشقوا فيها فيتزوجون مرة أخري ظناً منهم أن في الزواج الثاني الراحة والسعادة ، لكن هذا الصديق لماذا يبحث عن الزواج الثاني ؟

أنت لا تريدين الزواج به سواء لأسباب خاصة بك أو خاصة بظروفه ليس هذا هو ألمه المهم أنه لا أحد يمكنه إجبارك علي الإقدام علي خطوة أنت ترفضينها ، سواء لديك أسباب ، أو رفض لمجرد الرفض فالزواج قبول وإيجاب ، اختيار حر واقتناع تام ، أما عن خسارتك له كصديق في حال رفضك الزواج به فأظنها لن تحدث ، وإذا حدثت فهل الأفضل لك أن تخسري زميل عمل أم تخسري نفسك في زيجة أقل ما فيها عدم اقتناعك بها .
عواطف عبد الحميد